الزهايمر وفقد الذاكره
يعتبر مرض الزهايمر ، الذي يصيب حوالي 6 مليون مواطن امريكي ، اشهر انواع الخرف ، وهناك انواع اخرى من الخرف اقل شيوعا ، مثل الخرف المصاحب للشلل الرعاش ، والخرف المرتبط بالفص الامامي الصدغي وغيرهم .
فالزهايمر هو اكثر انواع الخرف انتشارا في الاعمار الكبيره ، واهم ما يميزه ، هو الاضطراب الواضح في الذاكره ، حيث يصيب حوالي 5% من الاشخاص الذين تجاوز عمرهم 65 عاما ، وحوالي 50% من الاشخاص الذين تجاوز عمرهم اكثر من ٨٥ عاما ، ولا يعرف سبب المرض حتى الان ، ولكن لوحظ تراكم انواع معينه من البروتين ، مثل البيتا أميلويد ، في مرضى الزهايمر ، فما العوامل التي تمهد لظهور المرض .
اسباب الزهايمر
أولا : العوامل الوراثيه
يوجد ثلاثه انواع من الجينات المسؤوله عن ظهور مرض الزهايمر في الاعمار المبكره ،كما يوجد تحاليل جينيه لها ، أما الجين الاساسي المرتبط بظهور مرض الزهايمر في الاعمار الكبيره فهو APOE ، وهو نفسه لا يسبب المرض ، وانما يجعل الشخص مستعدا جينيا لظهور المرض ، هذا الجين محمول على كروموسوم 19 ، وله ثلاثه اشكال او متغيرات .
المتغير الاول (E 3) , وهو الاكثر شيوعا , المتغير الثاني والثالث اي E4 و E2 , وهما الاقل شيوعا.
وجود المتغير الثاني E2 يحمي من المرض فهو جين وقائي .
اما وجود المتغير E4 مره واحده فيعني زياده احتماليه الاصابه بمرض الزهايمر ثلاث مرات , ووجود نفس المتغير E4 مرتين , يعني زياده احتماليه الاصابه الى 15 مره ، ولكن ليست هكذا دوما تسير الامور ، فبعض الناس عندهم المتغير E4 مرتين ، ولم تظهر عليهم علامات الاصابه بمرض الزهايمر على الاطلاق.
أما الزهايمر في الاعمار المبكره ، فعاده ما يكون وراثيا ، ونقصد بالاعمار المبكره اقل من 50 عاما ، وهو عاده ما يكون وراثيا ، وهنا تكون الاختبارات الجينيه اكثر اهميه ، وعاده ما تفيد في هذا النوع من الزهايمر ، وخصوصا اذا كان لدى العائله تاريخ مرضي بهذا المرض.
الاختبارات الجينيه لا تفيد عاده في الاعمال الكبيره ، والجينات الموجوده والتي يمكن عمل اختبار لها ، هي الجينات الموجوده في الزهايمر التي تصيب المراحل المبكره ، وهي ثلاثه :
١- الجين الاول : البريسنيلين ١
٢- الجين الثاني : البريسينيلين ٢
٣-الجين الثالث : فهو APO ، وتكون احتماليه الاصابه بالزهايمر في هذه الحالات مع وجود هذه الجينات عاليه جدا ، اما الجينات المرتبطه بالزهايمر الذي يصيب عاده الاعمار الكبيره ، فهو كما ذكرنا APOE ، ويكون الاصابه بالزهايمر مع هذا الجين محتمله ، وليست ضروريه ، وتزيد النسبه كلما زاد عدد النسخ من الجين E4.
ثانيا : العمر
هذا هو العامل الاخر الثابت علميا ، بعد العوامل الوراثيه ، وهو العمر اي السن ، وبعض الدراسات تشير الى ان مرض الزهايمر ينتشر في النساء اكثر من الرجال ، وترجع تلك الدراسات ذلك الى طول عمر النساء مقارنه باعمار الرجال.
عوامل اخرى
هناك عوامل اخرى قد تساهم في حدوث مرض الزهايمر ، مثل :اصابات بالراس ، او عدوى في المخ ، او الاصابه بالسكر لفترات طويله .
بعض الدراسات تشير الى ان التعليم قد يحمي من حدوث مرض الزهايمر ، وان المستوى التعليمي الجيد قد يكون وقائيا من هذا المرض .
اعراض الزهايمر
عاده ما يكون اضطراب الذاكره هو العرض الاول والاساسي ، ولكن ليس هو العرض الوحيد ، فهناك ايضا اعراض اخرى مثل عدم الحكم على الامور بشكل منطقي ، وعدم القدره على حل المشاكل ، واضطرابات بالكلام ، واضطرابات القدره على ادراك الاماكن والاوقات ، والاعراض والعلامات تحدث بشكل متدرج ومتصاعد في تناقص القدرات المعرفيه .
وتنقسم الاعراض بشكل عام في مرض الزهايمر الى قسمين : اعراض ادراكيه ، واعراض سلوكيه
اولا : الاعراض الادراكيه
١- اضطرابات الذاكره والتي تشمل تكرار الاسئله وتكرار الحكايات.
٢- نقص الانتباه والتركيز .
٣- عدم القدره على القيام بالحركات الدقيقة مثل قيادة السيارة والتحكم في ريموت التلفاز والموبايل .
٤-الادراك الضعيف للمكان او الاوقات .
٥- عدم الحكم على الاشياء بمنطقيه او التفكير اللامنطقي ، فقد يخبئ الاموال مثلا وقد يتخيل امورا غريبه .
ثانيا : الاعراض السلوكيه
١- تغييرات في المزاج والانسحاب والاكتئاب فهي اعراض سلبيه للشخصيه .
٢- الغضب الهياج العنف دائم الحركه وهي اعراض ايجابيه للشخصيه .
٣- سلوكيات ذهانيه او فصاميه ، مثل ضلالات (وغالبا ما تكون ارتيابيه) ، وهلاوس .
٣- اضطرابات بالنوم مثل الارق والنوم نهارا بكثره .
٥-اضطرابات حركيه مثل التجول كثيرا.
مراحل مرض الزهايمر
كما ذكرنا قبل ذلك فان هذا المرض يبدأ بسيطا ، ثم يتطور مع مرور الزمن ، وهناك ادوات تستخدم لتبين هذه المراحل ، مثل Clinical Dementia Rating Scale أو ال CDR ، وتعتمد هذه الاداه على تقييم سته اشياء في مريض الزهايمر.
١- الذاكره . ٢- الادراك.
٣- الحكم على الامور وحل المشاكل.
٤- العنايه الشخصيه . ٥-البيت والهوايات. ٦- امور المجتمع .
المرحله الاولى : او زهايمر بسيط
وفيها يكون لدى المريض مشاكل في العمل والانشطه الاجتماعيه ، لكن لا يزال لديه القدره على العيش مستقلا ، ولا يزال يهتم بالعنايه الشخصيه ، ولديه القدره على منطقه الامور ، والحكم على الاشياء بشكل عام .
في هذه المرحله ، قد يكون لدى المريض نسيان وتكرار للاسئله او الحكايات ، وصعوبه ايجاد الكلمه ، وصعوبه القيام بمهام اكثر تعقيدا ، مثل تدبر اموره الماليه بشكل جيد ، ومشاكل بالقياده ، وتناول الادويه في مواعيدها ، وتتبع الاتجاهات ، وقد يصاحبها انسحاب او اكتئاب
المرحله الثانيه او زهايمر متوسط
في هذه المرحله ، تتفاقم اضطرابات الذاكره الحديثه ، والادراك ، والحكم على الاشياء وعلى الامور ،للدرجه التي تجعله محتاجا الى مساعدة ، للقيام بالانشطه اليوميه المعتاده.
مريض الزهايمر هنا غالبا بحاجه الى من يساعده في اعداد الطعام ، وفي التنزه خارج المنزل ، وربما هو غير قادر على ان يتذكر شخصا يعرفه جيدا، وقد يصاحبها هياج ، وضلالات ، واضطرابات في النوم.
المرحله الثالثه او زهايمر شديد
بالاضافة الي ما سبق ، وتتميز بالتدهور الملحوظ في القدره على القيام بالانشطه اليوميه المعتاده ، بما فيها العنايه الشخصيه ، ويصحبها صعوبه واضحه في الكلام ، وفي التعبير عن نفسه ، وفي فهمه للاخرين .
المرحله الرابعه وهي زهايمر عميق ، والمرحله الخامسه وهي المرحله النهائيه
في هاتين المرحلتين الرابعه والخامسه يكون المريض عاده ابكم لا يتكلم وعاده طريح الفراش مع مشاكل بالحركه واحيانا مشاكل بالبلع.
تشخيص مرض الزهايمر
يعتبر تشخيص مرض الزهايمر بالاساس تشخيصا اكلينيكيا ، فهو يعتمد على تمحيص شكوى الاهلي والمريض ، والتدقيق في التاريخ المرضي للمريض ، ومتابعه الاعراض السلوكيه ، والاعراض الادراكيه ، بالاضافه الى بعض الفحوصات ، التي تستخدم لتاكيد او الاستبعاد امراض اخرى من الممكن ان تسبب نفس الاعراض ، عاده ما يقوم دكتور مخ واعصاب بالتالي :
١-تاريخ مرضي كامل حول المريض بشكل عام في جميع الامراض وبشكل خاص حول امراض الجهاز العصبي .
٢-الفحص السريري للمريض في جميع الامراض بشكل عام ، وفحصه سريريا للجهاز العصبي بشكل خاص ، ويشمل هذا الفحص اختبار الحاله الذهنيه .
٣- بعض فحوصات الدم ، وتشمل: صوره دم كامله ، فيتامين ب ١٢ ، وظائف الغده الدرقية ، ونسبه المعادن بالجسم .
٤- تصوير المخ عن طريق اشعه رنين مغناطيسي ، او اشعه مقطعيه على المخ .
٥-احيانا : عينه من السائل النخاعي للكشف عن عدوى او انواع معينه من البروتين داخل السائل النخاعي
٦- احيانا : تصوير وظيفي للمخ : SPECT ، PET Scan
٧- احيانا : اختبارات نفسيه .
امراض قد تشبه مرض الزهايمر
١-انواع اخرى من الخرف غير الزهايمر ، مثل الخرف المصاحب للجلطات ، والخرف المصاحب للشلل الرعاش
٢-بعض انواع الاكتئاب
٣-حالات الارتباك الحاد .
٤-الارتباك المصاحب لبعض العقاقير.
٥-بعض حالات الجفاف وقصور عضله القلب .
علاج الزهايمر
هناك نوعان من الادويه وافقت عليهم وزاره الصحه الامريكيه لعلاج الزهايمر ، وهما :
١- مثبطات الكولين استيرز :
وتمنع تكسير الاسيتايل كولين ، وتم تصديقها للحالات الخفيفه والحالات المتوسطه ، وتتضمن هذه المجموعه العقاقير التالية :
١-دواء الدوميبيزيل :
ويؤخذ مره واحده يوميا عن طريق الفم ،
اما الاعراض الجانبيه لهذا العقار ، فهي عباره عن غثيان ، وترجيع ، واسهال ، والام بالبطن ، واحيانا ارق ، واحلام.
٢-دواء الريفاستجمين :
ويؤخذ عن طريق الفم مرتين يوميا ،
اما الاعراض الجانبيه فتشمل غثيان ، وترجيع ، واسهال ، وفقدان للشهيه ، واحيانا دوخه ،وصداع .
٣-دواء الجالنتامين :
ويؤخذ مرتين عن طريق الفم يوميا،
واما الاعراض الجانبيه فتشمل غثيان ، وترجيع ، واسهال ، وفقدان للشهيه ، ونقصان في الوزن .
٢-مضادات مستقبلات ال ان ميثايل دي أسبارتات:
وهو دواء الميمانتين :
ويستخدموا عن طريق الفم مرتين يوميا ،
والاعراض الجانبيه : صداع ، ودوخه ، وارتباك ، وامساك .
ادويه اخرى قد تستخدم في علاج الزهايمر ولكن ليس لها تصديق من وزاره الصحه الامريكيه :
اي انها لم تستوفي الادله الكافيه للتصديق عليها ، مثل:
فيتامين ب ، فيتامين د ، والجينكوبيلوبا ، ومستحضرات زيوت الاسماك .
الاضطراب الادراكي البسيط
وهي حاله تسبق الزهايمر ، ولكن لا ينطبق عليها التشخيص بعد ، فهي ليست مرضا ، ويكون فيها اضطرابات بالذاكره فقط ، ولكن يقوم الشخص فيها بممارسه حياته ونشاطاته الحياتيه والوظيفيه والاجتماعيه بشكل جيد، ويكون الشخص بكامل قواه الادراكيه ، وتكون عاده نتيجة لمرض بالجهاز العصبي او الحاله النفسيه او الجسم بشكل عام ، في بعض الاحيان قد تنمو الى حاله الزهايمر، ولكن ليس بالضروره .
مرحله ما قبل الاعراض
هناك ايضا مرحله ما قبل الاعراض ، حيث تحدث تغيرات كيميائيه داخل المخ ، وتترسب ماده الاميلويد ، ولا يوجد على المريض اي اعراض على الاطلاق ، فكانها مرحله تمهيديه لمرض الزهايمر داخل الجسم ، ولكن لا يشعر بها الشخص ، ولا تحدث معها اي اعراض.
الخبر الحلو
في الختام ، الخبر الحلو ان هناك بحث علمي مكثف لمحاربه مرض الزهايمر ، لانه يمثل عبئا كبيرا على الدول وعلى الاشخاص ، ولذلك فمن المتوقع ، وربما في القريب العاجل ، ان يتم ايجاد ادويه اكثر فاعليه في محاربة هذا المرض ، وفي الوقايه منه .
اترك تعليقاً